*نساء غزة.....شتاء الحب والحرب*/ وردة محمود رضوان

سبت, 12/06/2025 - 23:53

اتتهت حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة وتأبى كلمة حرب أن تغادر قلوبنا وحياتنا ومأوانا وطعامنا وشرابنا وكل شيء....

فما زلنا في كل صباح نسأل الله التيسير في كل أمورنا لنبدأ دورة الحياة اليومية العصيبة التي تبدأ بالبحث والوصول للمياه العذبة وتوفير بعض الأخشاب لإشعال النار وإعداد الطعام وشد أوتاد الخيمة وتجميع الرمال بعلو كافي حولها كحماية لها من أمطار الشتاء هذه هي حرب الشتاء التي لن تنتهي إلا ببدء فصل الربيع وانتهاء هطول الأمطار ولن تنتهي إلا ببدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وهي مرحلة إعادة الإعمار وإغاثة الناس.

أما الآن سأحدثكم عن حب الشتاء عندما كانت بيوتنا عامرة بالحب والدفء والطعام اللذيذ والوجبات الساخنة فقد كانت نساء غزة تنتظر فصل الشتاء بفارغ الصبر لإسعاد أسرتها وإضفاء كل مظاهر الحب والفرح والدفء على كل قطعة في بيوتنا الجميلة العالية العامرة فكانت نساء غزة تعمل بجد في بيتها وبين أطفالها ومحبيها وعائلتها وأصدقائها ولم يقتصر الأمر على ذلك فقد كان الدور المجتمعي والمؤسسي لنساء غزة بارزا في فصل الشتاء فصل الحب وقد كانت الحملات التطوعية لاغاثة الفقراء بالملابس والبطاطين والوجبات الساخنة وترميم البيوت القديمة وتعزيز دور المرأة ودعمها وتمكينها من خلال المشاريع الصغيرة لتحقيق دخول مادية تعيل أسرهم.

ففصل الحب والخير فصل الشتاء تكون مساجدنا عامرة ومفتوخة طيلة النهار لعابر سبيل خوفا من تعثره أثناء المنخفضات الجوية وقد كانت مواصلاتنا ميسرة وشوارعنا جميلة وأرصفتنا نظيفة وكل شيء جميل يوحي بالجمال والدفء.

أما شتاء الحرب فقد أتى حزينا علينا وعلى خيامنا المهترئة وشوارعنا المليئة بالركام....

وأكبر مصائبنا في شتاء الحرب هو سقوط الأمطار التي نحبها بيضاء صافية تحي القلوب وتبعث الطمأنينة والسكينة.....

فعندما تسقط الأمطار تفوح رائحة الدم والبارود.....

نعم تفوح رائحة الدماء من جثث الشهداء الأكرم منا جميعا التي ما زالت تحت الأنقاض، وتفوح رائحة البارود من البنايات والمساجد والأبراج المدمرة.

عذرا أيها الشتاء الجميل الذي كنا نحبك ونحب امطارك لنعيش الحب والطمأنينة والهدوء والسكينة عذرا لأننا لا نستطع استقبالك وتحمل أمطارك وبرودتك....

عذرا أيها الشتاء الذي نحب نتمنى أن تبقى معنا ولكننا لا نقوى على ذلك

وهنا رسالتي المعتادة والتي لن أكل ولن أمل في كتابتها.....

يا أحرلر العالم أغيثونا كما يجب فنحن نحتاج التعزيز والدعم والتمكين لنستطع أن نبدأ من جديد....

ورسالتي إلى نساء غزة أعرف تماما أن الحمل ثقيل والرسالة أثقل ما يكون ولكن الله معنا ولن يضيعنا وتمسكوا بحبل الله المتين فهو الذي نقوى به ونتوكل عليه وبه نستعين فسلام عليكم وسلام على صبركم الجميل فأنتن سراج هذا الوطن ونوره ومهتداه فبكم نصنع الأجيال التي تخط خطاها وتقاوم ولا تساوم نحو الحرية والعودة والاستقلال فهذا وعد الله ووعد الله آت لا محالة.